تمثل الثروة الحيوانية بحكم إسهامها الملحوظ في الناتج الوطني ودورها المحوري في توفير الأمن الغذائي وخلق مزيد من فرص العمل ركيزة أساسية في منظومتنا الاقتصادية والاجتماعية ومحورا مركزيا في استراتيجيتنا العامة لمحاربة الفقر خاصة في الوسط الريفي، غير أن استفادتنا من ثروتنا الحيوانية لا تزال محدودة على الرغم مما تتيحه هذه الثروة من إمكانات استغلال متنوعة، ومرد ذلك في الأساس لأن وسائل إنتاجنا وتنميتنا لهذه الثروة لم تتطور كثيرا ولا تزال إلى حد كبير معتمدة على الانتجاع والترحال ومرهونة في مردودها الإجمالي بمعدلات هطول الأمطار. وإدراكا منا لهذا الوضع ولما يتهدد هذه الثروة من مخاطر بفعل التغيرات المناخية وتراجع الغطاء النباتي وغير ذلك من التحديات البيئية الجسيمة، وجهنا القطاعات المعنية بتركيز الجهود على تحديث نمط التنمية وتطوير وتكثيف إنتاج الألبان واللحوم ومختلف المشتقات الحيوانية وعلى ترقية زراعة الأعلاف وتحسين صحة الحيوانات.